الخبرية ـ الرباط
يبدو أن البرلماني عن حزب العدالة والتنمية علي العسري عازم على الاستمرار في موقفه الذي عبر عنه في تدوينته الأولى التي هاجم فيها لباس المتطوعات البلجيكيات اللواتي قمن بتبليط ممر بأحد دواوير إقليم تارودانت، بالرغم من حجم الانتقادات الكبيرة التي وجهت إليه.
وبعد أن وصف منتقديه بـ”السدج والمتربصين”، انتقل البرلماني المذكور إلى مرحلة أخرى وهي استخدام صلاحياته البرلمانية، حيث وجه سؤالا كتابيا لوزير الداخلية يطالبه فيه “بالاحتياط” من مثل هذه المبادرات، وهو ما اعتبره متتبعون تضييقاً على مثل هذه البادرة الحسنة.
وطالب البرلماني الإسلامي وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت في سؤاله الكتابي، بـكشف “الحجم السنوي لهذه الأوراش وتوزيعها النوعي والجغرافي ومصادر تمويلها، وعن مسطرة الترخيص لها وآليات تتبعها والتأكد من سلامة قصدها وإنسانيتها، وإمكانية إصدار تقرير سنوي حول كل تلك الأوراش وعرضه على البرلمان لمناقشته”.
وبالرغم من بعض العبارات “المنمقة” الواردة في السؤال الكتابي والتي تعمد البرلماني المذكور الظهور بمظهر المشيد بهذه الأوراش كقوله “تعرف جل مناطق بلادنا على مدار السنة إنجاز أوراش مختلفة، يقوم أو يشرف عليها أجانب من مختلف الجنسيات، وفي الغالب بالتعاون والتنسيق مع جمعيات وطنية أو فعاليات محلية، ويكون لهذه الأوراش آثار إيجابية على الساكنة المستهدفة، خصوصا عندما تستهدف فك العزلة، أو توفير الماء الشروب، أو تأهيل وحدات مدرسية، أو تزيين فضاءات عمومية، وكلها أعمال جليلة تستحق الإشادة بها، والتنويه بمن يقف وراءها”، إلا أنه عاد ليقول في ذات السؤال الكتابي الموجه لوزير الداخلية “لكن هذا لا يمنع من استغلال بعضها وإن قل ذلك لأهداف غير معلنة، وهو ما يستوجب رصدها والاحتياط منها”.