الناقد عثماني الميلود يصدر كتاب “التخييل موضوعا للتفكير”

19 أبريل 2022
الناقد عثماني الميلود يصدر كتاب “التخييل موضوعا للتفكير”

أمين اضريف- الخبرية 

صدر حديثا عن شركة النشر والتوزيع المدارس-المغرب، كتاب “التخييل موضوعا للتفكير” للناقد عثماني الميلود يقع في 256 صفحة، تناول فيه مفهوم التخييل وخلفياته المعرفية.. ومسار تطوره والالتباسات التي صاحبت المقاربات التي حاولت تحديده، ووقف عند علاقته بالعلوم الإنسانية لإبراز امتدادات المفهوم، والسعي نحو اجتراح تحديد مبني على مقاربة مندمجة تستحضر كل العناصر والعوامل المساهمة في تشييده.

وتمت معالجة هذا المفهوم بمساءلة مقاربات النظريات النقدية الحديثة، كالمقاربة الفلسفية لطوماس بافيل التي درست التخييل باعتباره أداة من أدوات الوعي بالواقع، والمقاربة السيميائية لأمبرتو إيكو التي بيّنت علاقة التخييل بالسيرورة التأويلية، والمقاربة السردية لجيرار جنيت التي أبرزت العلاقة بين التخييل والصور، منطلقا من سؤال الشروط المحددة لأدبية النص وأنظمته ومعاييره وصيغه، والمقاربة السيبرانية لكالفينو الذي قارب التخييل في علاقته بالفبركة، مبرزا العلاقة الجدلية بين الأدب والثقافة وتفاعلهما مع الفلسفة والعلم لفهم العالم والتعبير عنه.

ومن جهة أخرى وقف المؤلِّف عند مفهوم التخييل في علاقته بالفلسفة والتاريخ انطلاقًا من منظور إبستمولوجي، قصد التفكير في أوجه التشابه/التكامل بين هذه المجالات، لتمثّل إواليات اشتغال النمذجة الرمزية المصاغة على مستوى بناء المعارف، وهو ما أكد على أهمية التخييل في العلوم الإنسانية، وعلاقاته بالأبعاد البنائية والخيالية والتأويلية والكونية.

وعمل المؤلِّف أيضا على إبراز كيفية اشتغال الأدب التفاعلي تخييليا، والآليات التي يستند إليها لبناء نصوصه، مقارنا بينه وبين أدوات اشتغال التخييل التاريخي من منظور ما بعد حداثي، والعوالم الممكنة وعلاقتها بنظرية التخييل.. كنظرية منطقية دلالية تبحث في العوالم التخييلية المقابلة للعالم الواقعي ومسافة الحدود بينهما، ويخلص إلى أن حالات الموجودات التخييلية لا تأخد قيمتها إلا إذا بنيت داخل النصوص.

ومن هذا المنطلق عمل المؤلِّف على إعادة بنينة مفهوم التخييل وفق رؤية متكاملة تمتح من الفلسفة، والعلم، والأدب، والتاريخ، والأنثربولوجيا..، لتحليل/اختبار مدى فعاليته في أشكال تعبيرية متنوعة: كالرواية، والسينما، والرسوم المتحركة، والنصوص الترابطية… للكشف عن العلاقة الموجودة بين الفنون والأدب على مستوى التخييل، لوضع حدود بين المجالات التخييلية واللاتخييلية في ضوء الإبستمولوجيا الجديدة (الإبستمولوجيا البنائية).

* باحث من المغرب (أستاذ السلك الأول)

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق