الخبرية من خريبكة
ناقشت ندوة فكرية، احتضنتها غرفة التجارة والصناعة بخريبكة السبت 29 يونيو 2024، موضوع “دور الإعلام الجهوي في نشر العلامات الثقافية والهوية الوطنية”، وذلك في اطار فعاليات الدورة 23 للمهرجان الوطني لفن عبيدات الرما، الذي نظمته وزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع الثقافة بخريبكة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من 26 الى 29 يونيو 2024.
وشارك في هذه الندوة التي سير أشغالها، الباحث في الإعلام والتواصل، نور الدين ثلاج، كل من الدكتورين لكبير الشميطي والشرقي نصراوي، والكاتب والإعلامي المصطفى الصوفي.
وقال الدكتور نصراوي، في مداخلته، إن جهة بني ملال خنيفرة، تحفل بموروث ثقافي مادي وغير مادي متنوع، تناقلته الأجيال على مر التاريخ مقاوما العولمة والتطور التاريخي، ويشكل جزءا من هوية الفرد والجماعة وحضارتها الضاربة في القدم، الأمر الذي وضع على عاتق المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والهيئات المهنية في مجال التراث، العمل على صيانته من الاندثار والتزوير والسرقة، من خلال ترسيخه في عقول الأجيال، وتثمينه وابرا ز قيمته التاريخية والفنية والسياسية وترويجه سياحيا
وشدد على أن فن عبيدات الرما، في حاجة إلى مواكبة من قبل وسائل الإعلام، وذلك بالنظر للدينامية التي تعرفها المديرية الاقليمية للثقافة بخريبكة، وتسليط الضوء على الأهمية التي توليها الوزارة لكل أنماط التراث المادي وغير المادي.
وتمحورت مداخلة الدكتور لكبير الشميطي حول ” وسائط التواصل في تثمين النسق الثقافي، نموذج فن عبيدات الرما”، من خلال الحديث عن المتخييل الاجتماعي كتصور للوجود الاجتماعي وللعلاقة مع الاخر، والتي يتم التعبير عنه عبر الفن والفنون الشعبية، مبرزا ان فن عبيدات الرما يحمل متخيلا اجتماعيا قريبا من صورة المجتمع المغربي.
وأشار إلى أنه مع مر السنين، أصبح لكل جيل متخيل في هذا الفن كما لكل منطقة متخيل، وأن أهم تجسيد للمتخيل في فن عبيدات الرما، يخص تصوير المرأة كرمز وموضوع جمالي، ثم كزوجة الى غير ذلك من الأدوار الاجتماعية
كما قربت مداخلته، حضور المرأة في مجال فن عبيدات الرما، من خلال آلية المتخيل الاجتماعي، والانفتاح على الدراسات الثقافية لإعادة رسم تلك الصورة كما تحضر في نصوص وأداء عبيدات الرما.
وتمحورت مداخلة الصوفي، حول دور الإعلام الجهوي في تثمين فن عبيدات الرما صيانة للهوية الوطنية، حيث تطرق في البداية الى تحديد مصطلح الإعلام الجهوي وتنوعه، متسائلا عن دوره ومسؤوليته، والظروف المواتية للقيام بذلك.
كما تطرق الى وفرة تلك العلامات في مختلف مناطق الجهة، التي تمتد الى علامات فنية أخرى في منطقة الاطلس، التي تزخر بمؤهلات تراثية وفنية، تتجسد في الأزياء والأدوات النقرية، والمواويل، والرقصات وغيرها.
ودعا الى تدخل المؤسسات العمومية والخاصة، والطلبة والباحثين الجامعيين، والمؤسسات الإعلامية للانخراط في هذه التجربة واستغلال مختلف وسائل التواصل، من اجل التوثيق او التعريف او المواكبة، من اجل صيانة الذاكرة التراثية، والتصدي لكل من يريد طمس الهوية الوطنية وتزوير الكثير من الحقائق والمعطيات والعادات والطقوس.وخلص الى طرح عدد من المخرجات، ليقوم الإعلامي بدوره بشكل صحيح، كسبا لرهان مشروع تراثي فني، ولتعزيز العلاقة الوطيدة التي تربط بين الاعلام وباقي المؤسسات وفرق عبيدات الرما.