الخبرية _ الرباط
وجه المندوب العام لإدارة السجون و إعادة الإدماج، محمد صالح التامك، رسالة يرد فيها على رفيق سجنه نهاية سبعينات القرن الماضي، عبد الجليل طليمات، وذلك على انتقاد هذا الأخير للقرارات التأديبية المتخذة في حق قادة “حراك الريف” المعتقلين.
وقال التامك في رسالته تداولتها عدة صفحات على “فيسبوك”، موجها كلامه إلى طليمات، إن ما كتبه حول الإجراءات التأديبية حول معتقلي “حراك الريف” مليئة بالمغالطات، ومنها أن العقوبات التي اتخذت في حق السجناء الستة المعتقلين بالسجن المحلي “راس الماء” بفاس “منصوص عليها في القانون المنظم للمؤسسات السجنية ومتناسبة مع المخالفات المرتكبة من طرفهم”، مضيفا “فأنا لم أختلق ولا خرقت القانون، اللهم إذا اعتبرت أن تطبيق القانون خرق له” يضيف التامك
ونبه التامك رفيقه السابق في نفس الزنزانة أنه “أغفل أو تغافل عن أن نزلاء المؤسسة السجنية هم دائما في نظر القانون سواسية أمامه ولا يجوز اعتبار بعضهم سجناء فوق العادة، موضحا أنه استغرب لمضمون تدوينته لأنه يوحي بوضوح قبول التمييز بين نزلاء المؤسسة السجنية الواحدة”.
في ذات السياق قال التامك إن المخالفات التي بسببها اتخذت الإجراءات التأديبية في حق سجناء “حراك الريف”، “لا تكمن في التسجيل الصوتي لناصر الزفزافي، الذي يعتبر في حد ذاته إخلالا بالضوابط القانونية ويستدعي إحلال العقوبة بمرتكبه، وإنما في التمرد والعصيان والاعتداء الجسدي على الموظفين، وهي مخالفات في منتهى الخطورة ارتكبت في مؤسسة تتعدى ساكنتها السجنية ألفي سجين وكان من الممكن أن تهدد أمن المؤسسة وسلامة نزلائها”.
وأردف التامك مخاطبا طليمات: “ولا أظن أن عاقلا مثلكم يستهين بأمن المؤسسة وبسلامة نزلائها ويستسهل الاعتداء على الموظفين العاملين بها..”
في ذات السياق اتهم مندوب السجون طليمات بالانسياق مع “ركب الذين يبنون مواقفهم على عواطف أو أحكام مسبقة، مشيرا إلى أنه سيستغل إثارته لموضوع الوطنية، ليسائله عما إذا كان من الممكن أن يكون هناك وجود للشعور بالانتماء إلى الوطن لدى من فسخ البيعة وطالب بإسقاط الجنسية المغربية عنه”.
وأردف صالح التامك أن ذاكرة طليمات تحتفظ بصورة سوداوية عن السجن و”الكاشو” الذي لم يدخله قط لأنه كان منضبطا للمقتضيات القانونية المنظمة للمؤسسات السجنية، مضيفا إن زنزانة التأديب بسجون المملكة حاليا ليست كما وصفها، وإنما هي زنزانة كباقي الزنازين، ولكن من يعاقب بإيداعه بها يكون معزولا عن بقية السجناء ويتمتع بباقي حقوقه في التغذية والتطبيب والفسحة والتخابر مع دفاعه، لكن دون الزيارة والتواصل مع ذويه طيلة مدة العقوبة”.
وفي معرض رده على طليمات أكد التامك أن ما يروج له بعض معتقلي “حراك الريف” وجزء من عائلاتهم وبعض الجمعيات التي وصفها بأنها “لا تريد الخير لهذا البلد”، إشارة منه لـ “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان”، “من ادعاءات بالتعذيب والتنكيل ولربما بالتصفية الجسدية، هو آخر ورقة أوحي لهؤلاء باستعمالها للمس بسمعة هذا البلد”.
وفي سياق متصل وردا على وصفه بـ “الانفصالي” من قبل طليمات قال التامك Yنه لا يخجل من ماضيه، لأنه “كان اختيارا واعيا أو انجرافا مع التيار، وأديت ضريبة نزوتي وعدت لجادة الصواب