الخبرية من الفقيه بن صالح
وجدت الأطر الإدارية والتربوية ومعها آباء وأمهات وأولياء تلاميذ ثانوية التغناري بالفقيه بن صالح أنفسهم، في ظل حالة الطوارئ، مضطرين للاحتجاج على المسؤولين، بعد الإقدام على محاولة اقتلاع ثانوية التغناري التاريخية لتحويلها إلى نواة جامعية.
وعبر هؤلاء عن غضبهم وتذمرهم من محاولة الإقدام على اجتثاث معالم ثانوية التغناري، التي يرجع تأسيسها إلى الحقبة الاستعمارية، والتي تخرج منها العديد من خيرة الأطر بالإدارة المغربية عبر حقب عديدة من الزمن، حيث شكلت عبر تاريخها منارة للعلم والمعرفة والتحصيل والنبوغ المعرفي لتلامذتها والإشعاع التربوي والتدريسي لأساتذتها الذين حافظوا على تميز الثانوية جهويا ووطنيا.
ولفت المحتجون أن هذا العطاء لم يشفع لهذه المعلمة التاريخية في إنقاذها من واقع التردي الذي تعيشه اليوم بسبب الإهمال المتعمد وبسبب التواطؤ الإداري على حاضرها ومستقبلها الإشعاعي.
وأكد عبد القادر حدوي، من أساتذة الثانوية المذكورة، في حديثه لجريدة «الخبرية» أن هذه الثانوية الرمز، والمعلمة والذكرى، والتاريخ والامتداد الفكري والتربوي لمنطقة تادلة، تحتضر اليوم أمام أنظار المسؤولين الإقليميين والجهويين بسبب التجاهل الممنهج لمطالب أطرها الإدارية والتربوية ولجمعيات الآباء والأولياء، بما يعزز قيمة و مكانة هذه الثانوية، رافضا محاولة طمسها.
وندد المتحدث ذاته بما وصفوا بـ”أطماع اللوبي الانتخابي الذي يهدف إلى استغلال الفرص من أجل إقامة مشروع جامعي على حساب مؤسسة عريقة، مقابل توزيع أراضي الدولة على اصحاب الشكارة”.
وأبرز أن هذه الثانوية تجد اليوم نفسها فريسة في مأدبة اللئام؛ تكالبت عليها نوائب الدهر من جميع الجهات إمعانا في طمس ماضيها والقضاء على حاضرها ومستقبلها، مما حدا بأطرها التعليمية لخوض هذا الشكل الاحتجاجي لإصلاح ما يمكن إصلاحه لتفادي الانهيار التام لهذه المعلمة التربوية.
وعلى المنوال نفسه، تساءل ميلود رايف، أحد الفاعلين بالمنطقة، حول ظروف و ملابسات بيع أراضي الدولة، وحول الأثمنة البخسة، التي فوتت بها هذه الأراضي، في الوقت الذي كان يمكن أن تستغل في بناء مؤسسات جامعية، مضيفا أنه “من غير المعقول أن يتم بيع تلك الأراضي في ظل الخصاص الذي تعرفه المدينة على مستوى المؤسسات التعليمية و الصحية والرياضية”، مشيرا إلى أنه” كان من الأوْلى أن تُخصص هذه الأراضي لمثل هذه الخدمات الاجتماعية”.
تجدر الإشارة إلى أن وزير التعليم السابق الحركي سعيد أمزازي، قام سنة 2019 بافتتاح المدرسة العليا للتكنولوجيا EST، التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، باستغلال حجرات على مستوى الثانوية التقنية التغناري على سبيل الإعارة، في أفق بناء مؤسسة مستقلة في إطار شراكة بين المجمع الشريف للفوسفاط وعمالة إقليم الفقيه بن صالح والمديرية الإقليمية لقطاع التربية الوطنية والمجلس الجماعي وجامعة السلطان مولاي سليمان.