الخبرية _ الرباط
كشف تقرير أممي صادر عن منظمة العمل الدولية، تراجع مداخيل العمال المغاربة خلال 15 سنة الماضية، في الوقت الذي راكم أصحاب الدخل الأعلى زيادة مهمة من نصيبهم في الدخل القومي للمملكة.
تقرير منظمة العمل الدولية الجديد، الذي جاء تحت عنوان: “حصص دخل العمل وتوزيعه”، وضع المغرب في خانة البلدان التي تعرف تراجعا واختلالا على مستوى المساواة في الدخل بين أغنيائه وفقرائه، مشيرا إلى 50 في المائة من نسبة الدخل تذهب إلى 10 في المائة الأغنى.
ورصد التقرير، تراجع المغرب فيما يخص حصة دخل العمل من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.4 في المائة خلال الفترة الممتدة ما بين 2004 و2016، وهي النسبة التي تحدد من إجمالي الدخل الذي يذهب إلى العمال، وليس رأس المال.
وأظهرت بيانات المنظمة المتحصل عليها من 189 دولة أن 10 في المائة من العمال يتقاضون 48.9 في المائة من إجمالي الأجور في العالم، بينما يتقاضى الخمسون في المائة الأقل دخلاً من العمال 6.4 في المائة فقط من الأجور، بالمقابل يكسب العشرون في المائة الأقل دخلاً من العمال (قرابة 650 مليون عامل) أقل من 1 في المائة من دخل العمال في العالم، وهو الرقم الذي لم يتغير تقريباً منذ 13 عاماً.
وحسب المصدر ذاته، فإن حوالي 300 مليون شخص يتلقون رواتب تصل في المتوسط إلى 7500 دولار شهريا، فيما حوالي 1.6 مليار شخص، أي نصف مجموع العاملين في العالم، يتقاضون أجرا بمتوسط 200 دولار فقط، في الشهر. هذا في الوقت الذي يصل الـ 10 في المائة من العاملين المرتبين في سلم الأجور الأدنى، إلى ما لا يزيد عن 22 دولارا في الشهر. ومن النتائج التي كشف عنها التقرير الذي استند إلى أكبر مجموعة بيانات منسقة عن القوى العاملة في العالم، أن المداخيل تتوزع بصورة غير متكافئة بين العاملين في البلدان الفقيرة مقارنة بمن يعملون في البلدان الغنية، وهو ما يجعل رواتب فئة أصحاب المداخيل الأعلى في البلدان الغنية لا تمثل سوى 30 في المائة من كل الدخل القومي لاقتصادياتها الوطنية، بينما تمثل حصة فئة أصحاب المداخيل الأعلى في الدول النامية 70 في المائة من مجمل الدخل القومي لبلدانها.
من جانبه، أوضح ستيفن كابسوس، رئيس قسم إنتاج وتحليل البيانات في منظمة العمل الدولية “أن الزيادات في حصص الشريحة الأعلى دخلاً تترافق مع انخفاض حصص شرائح أخرى كالطبقة المتوسطة وأصحاب الدخل المنخفض. أما عند زيادة حصص العمال ذوي الدخل المنخفض والمتوسط من دخل العمل، فتكون المكاسب واسعة، وتشمل الجميع ما عدا الأعلى دخلاً”. فيما زاد روجر غوميز، الخبير الاقتصادي في قسم الإحصاء في منظمة العمل الدولية أن: “معظم القوى العاملة في العالم يتقاضون أجوراً متدنية للغاية، وبالنسبة إلى الكثيرين، الحصول على عمل لا يعني أبداً تحصيل أجر كاف. ويبلغ معدل الأجور الشهرية للنصف الأقل دخلاً من عمال العالم 198 دولاراً. ويتعين على أفقر 10 في المائة العمل أكثر من ثلاثة قرون لتحصيل الدخل، الذي يكسبه أغنى 10 في المائة في سنة واحدة”.